رسائل إخوان الصفى

مجلة ثقافية شاملة تهتم بالعلوم عامة والفنون والرياضة علم النفس والآداب من علوم إجتماعية دينية و تاريخية بالإضافة إلئ قصائد شعرية وموشحات أندلسية للغناء الشعري موجهة للقارئ المهتم بالثقافة العربية و الإسلامية

تعدد الزوجات


ما الفائدة من تعدد الزوجات؟






كثيرا ما يطرح موضوع الجدال نفسه حول تعدد الزوجات بين مؤيد ومعارض لكننا في هذا النقاش سنحاول ان نكون موضوعيين قدرالإمكان .

التعدد ليس جديدا في تاريخ البشرية فهو متأصل في الديانات السماوية السابقة كالصابئة واليهودية والمسيحية المورمونية 
القديمة وتجدد في الإسلام .
كان للتعدد عدة أسباب
 ككثرة وفايات النساء خصوصا أثناء الولادة وكذالك الرغبة في الإنجاب الكثير من أجل خلق عصبة عائلية كبيرة تساعد الأب في مشاق الحياة أو لترك خلف جديد من الذرية بسبب موت الأباء في الحروب والنزاعات والأوبئة الموسمية.
وقد شرع الإسلام التعدد في حدود أربعة نساء لكل رجل بشرط العدل بين النساء في الفراش والكساء والمعاش وجعل العدل بين النساء شرطا مستحيل التحقيق لكبح الرغبة في التعدد.كما يتوضح من الآية
سورة النساء:
 ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما (129)
ومادام القران يقر بعدم القدرة على العدل فهذا إقرار بشرط واجب مقنن للتعدد ومع ذالك إستمر تعدد الزوجات منذ فجر 
الإسلام الى اليوم.
لكن هل مازال التعدد ميزة في عصرنا الراهن؟
في الحقيقة نسبة النساء في العالم تفوق نسبة الرجال ب2.2 مليار ذكر مقابل 5.6مليار أنثى وهذا يطرح مشكلة نسبة العنوسة المرتفعة عند النساء. مع ان ولادات الذكور 107ذكر مقابل 100أنثى .ولكن بسبب الحروب وحوداث الشغل ونسبة قصر العمر الأقصى للذكور فإن نسبة الوفيات عند الذكور اكبر بكثير من الوفيات عند الإناث.
كما أنه بيولوجيا الكروموزومات الجينية للذكرxy بينما كروموزومات الأنثى xxاي ان الxالمسؤول عن تكوين الأنثى اكبر بثلاث مرات من الyالمسؤول عن تكوين الذكر مما يعني فرص اكبر لتكون المواليد الإناث مرتين اكبر من تكون الذكور. 
كما أن تلقي رحم المراة لأمشاج ذكورية مختلفة في نفس الوقت يؤدي لتكون أمراض جنسية معدية وخطيرة وهنا تبرز الحكمة من العدة بعد الطلاق او الترمل 
كما أن غالبية الذكور لا يقبلون بالتعدد إلا في حالات قليلة كمرض مزمن للزوجة او شيخوختها المبكرة او بسبب بعد مكان العمل عن بلد إقامة الزوجة الأولى...
لكن هل بمقدورنا إلغاء التعدد نهائيا؟
لنفترض حدث وباء عالمي يقضي فقط على النساء ويبقي الرجال أحياء 
نفترض بقيت إمرأة واحدة على قيد الحياة وملياري رجل حي 
حتى لو أباح القانون والوقت والتقنية لملياري رجل الزواج من هذه المرأة الواحدة فإنها في النهاية لن تخصب ولن تلد إلا من طرف رجل واحد .لذا لا فائدة من زواج المرأة بأكثر من رجل في وقت واحد.
بينما اذا مات كل الرجال وبقي رجل واحد واربعة ملايير إمرأة فإن هذا الرجل قادر تقنيا على إخصاب كل النساء من أجل الحمل وإنقاذ البشرية من الإنقراض .
ومن الناحية الإجتماعية نفترض أن سيدة تزوجت من أربع رجال في وقت واحد وأنجبت طفلا .في هذه الحالة الأم معروفة ومحددة لكننا لن نستطيع تحديد الأب البيولوجي الحقيقي للطفل وهذا مشكل إجتماعي كبير يخلق مشاكل نفسية أخرى .بينما بالعكس إن تزوج رجل واحد بأربع نساء في وقت واحد منطقيا الأم معروفة والأب كذالك معروف وهذه البنية الإجتماعية سليمة ومقبولة لأن جميع العناصر المكونة للأسرة معروفة ومترابطة
من هنا نفهم عظمة الإسلام في إباحة التعدد في حالات خاصة كصمام أمان لإنقاذ البشرية او لتحسين النسل على الأقل ونقل الجينات والمورثات الناجحة .
المقال السابق المقال التالي