رسائل إخوان الصفى

مجلة ثقافية شاملة تهتم بالعلوم عامة والفنون والرياضة علم النفس والآداب من علوم إجتماعية دينية و تاريخية بالإضافة إلئ قصائد شعرية وموشحات أندلسية للغناء الشعري موجهة للقارئ المهتم بالثقافة العربية و الإسلامية

كائن بريئ(قصة قصيرة)

 




هنالك في الفضاء البعيد جدا .رصد القمر الصناعي موجة كهرمغناطيسة متحركة بسرعة كبيرة وتتجه في خط مستقيم نحو كوكب الأرض .
تم ربط الأرصاد بالمحطة الأرضية من أجل إخبار القيادة العامة بشأن هذه الموجة المجهولة .وسرعتها وإتجاهها لكن فجأة إنقطع الإتصال مع القمر الصناعي والمحطة الأرضية .لدقائق ثم عاد الإتصال من جديد .تلاه تشويش على الإتصال .
تم إخبار المدير العام للمحطة بالمشكلة والتشويش الحاصل فقام بنفسه بالإشراف على نظام الإتصالات الذي يرصد الموجة .
وهو يعالج الحاسوب ظهرت كلمة سلام على الشاشة .إعتقد المدير أن هناك خللا في الكمبيوتر أو أن قرصانا معلوماتيا إخترق نظام الحاسوب .فرد على لوحة المفاتيح .سلام من انت .
اجاب الحاسوب :
-أنا كائن فضائي حي ذو طبيعة كهرمغناطيسية من منظومة فضائية أخرى بعيدا جدا عن كونكم.
_مدير المحطة:ماذا ما الدليل على ما تقول
الكائن:الدليل هو أنكم إستطعتم رصد مكاني في الفضاء وأنا تلاعبت ببث الأقمار الصناعية وشوشت عليها وعن طريقها إخترقت نظام الإتصالات والإنترنت والنظم المعلوماتية البشرية وحللتها بقراءة الصور والصوت والحروف وتعلمت لغاتكم وانا الان اتكلم معكم.
-مدير المحطة:انت مجرد كاذب أو قرصان أحمق إخترق نظام الإتصالات.
-الكائن : لا بل أنا صادق فيما أقول وأستطيع أن أبرهن لك.
-المدير:ما هو برهانك
-الكائن:برهاني هو أنني أستطيع قطع الإمدادات الكهربائية على كل كوكب الأرض .
لكني لن أفعل ذالك لدواع أمنية وإنسانية .ولكن بدلا من ذالك سأقطع كل شبكات الإتصالات على الأرض لمدة دقيقتين.
بالفعل تم قطع الإتصالات وشبكات الهاتف السلكي واللاسلكي الفضائية والأرضية .لمدة دقيقتين
بعد عودة الإتصالات من جديد كانت كل وسائل الأخبار الدولية تتحدث عن قطع الإتصالات المفاجيء في كل العالم.
حينها صعق مدير المحطة من هول الخبر وقام بالإتصال بالقيادة العليا للأمن والدفاع التي بدورها إتصلت برئيس الأمم المتحد الذي بدروه قام بالإتصال برؤساء الدول التي إجتمعت في إتصالات رقمية مباشرة وقررت إرسال صواريخ حاملة لقنابل كهرومغناطيسة الى الفضاء للقضاء على هذا الكائن الفضائي الغريب.
وبالفعل أرسلوا صواريخ فائقة السرعة وألقوا القنابل على الكائن الفضائي بأعداد هائلة لكن دون جدوى لأن هذا الكائن كان يزداد نشاطا مع إلقاء القنابل ويزداد نطاقه التوسعي.
ثم قام الكائن الفضائي بإختراق هاتف رئيس الأمم المتحدة وسأله :لماذا تحاربونني بالصواريخ والقنابل وانا مجرد ضيف وزائر وحامل رسالة سلام .
-رئيس الأمم المتحدة:بل أنت كائن إرهابي خطير على كوكبنا وعلى البشرية .وقد قدمت دليلا على ذالك بقطع الإتصالات عن الكوكب .كما يمكنك قطع كل الإمدادات الكهربائية عنا.
الكائن:في الحقيقة أنا مجرد رسول سلام وعلم وتنوير جئت موفدا من مجموعة كونية أخرى لأعلم البشرية فنونا وأدابا وعلوما وتكنولوجيا متطورة جدا تحتاجون لمئات السنين للوصول إليها .
لكنني أكتشفت أنكم همجيون إرهابيون تحاربون كل كيان غريب عنكم .لأنكم جنس شرير لا تحبون حتى بعضكم البعض .وأكتشفت من خلال شبكات الإنترنت ودراسة تاريخ البشرية .وجدت تاريخا من الحروب والقتل والكراهية والخيانة والفساد والعنصرية والإستغلال والظلم وعدم إحترام البيئة والمخلوقات التي تعيش بينكم.
لهذا تراجعت عن مهمتي الخاصة بتلقينكم العلوم .لأن العلوم سلاح وأنتم مجانين ستحاربون أنفسكم بهذه العلوم وتحاربون الكائنات الفضائية الأخرى. وسيصبح الوجود عبارة عن حرب كونية .تقضي على كل أشكال الحياة .لهذا سوف أقضي على الجنس البشري قبل أن يقضي على كل المخلوقات.
إضطرب رئيس الأمم المتحدة وسرت في قدميه قشعريرة باردة مع إرتعاش في اليدين .وقال للكائن الفضائي :سيدي نحن آسفون جدا لسوء الفهم الذي حدث .نحن إعتقدنا أنك قوة معادية جئت لتحاربنا وتقضي علينا مهددا بقطع الإتصالات ولم نكن نعلم أنك سفير سلام وعلوم وتنوير .أرجوك يا سيدي نحن في غاية الأسف من فضلك لا تجعلنا ضحايا سوء النية والتسرع ويسرنا إستضافتك على كوكب الأرض .فأنت مرحب بك ونحن مسرورون لزيارتك .
-الكائن الفضائي:سوف أنزل الى كوكب الأرض بأشكال مختلفة وأقابل بشرا من الكوكب وإذا لم أجد بشريا بريئا سأقضي عليكم و أعود من حيث أتيت.
نزل الكائن الفضائي على شكل فتاة جميلة بدأت في البحث عن عمل في إحدى المدن .ودخلت إلى معرض بيع السيارات وإلتقت بالمسؤول وأخبرته أنها لا تملك مالا وتحتاج لشغل تعيش منه .
فتن المسؤول بجمال الفتاة وقال لها وهو يتحسس يدها الشغل موجود ولكن بالمقابل يجب ان تقضي معه الليلة في الفراش .
وضعت الفتاة يدها على جبهة مسؤول المعرض وخرج يصرخ ويمزق ملابسه متفوها بكلمات غير متناسقة وأصبح مجنونا في الشارع.
بعدها بيوم تحول الكائن الفضائي إلى كلب مشرد توجه لمطعم ووقف قبالته ينظر إلى شخص يتناول طعامه بشراهة .إقترب الكلب منه ليرمي له بعض الطعام لكن الرجل وقف وركل الكلب على مؤخرته .بدأ الرجل يتكلم مع نفسه كلاما غير مفهوم وخرج من مقصف المطعم وهو يجري كالمجنون بمعنى الكلمة وقد فقد عقله.
في مساء ذالك اليوم كان الكائن الفضائي قد يإس من إيجاد إنسان بريء لكنه فوجيء بطفل صغير يقترب منه ويمسح على رأسه ويلعب معه ومالبث أن أخرج من حقيبته طعاما أعدته له أمه للمدرسة. فأعطاه للكلب وهو سعيد برفقته . أمسك الكلب الطعام بفمه وجرى به بعيدا وإختفى عن أنظار الطفل. وتحول إلى غيمة كبيرة جدا أبرقت وأرعدت وأمطرت مطر الرحمة و النور والإلهام على كل كوكب الأرض. 


المقال السابق المقال التالي